سورة التكوير - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (التكوير)


        


{إذا الشمس كورت} ذهب ضوؤها.
{وإذا النجوم انكدرت} تساقطت وتناثرت.
{وإذا الجبال سيرت} عن وجه الأرض فصارت هباءً منبثاً.
{وإذا العشار} يعني: النُّوق الحوامل {عطلت} سُيِّبت وأُهملت، تركها أربابها، ولم يكن مالٌ أعجب إليهم منها، لإِتيان ما يشغلهم عنها.
{وإذا الوحوش حشرت} جُمعت للقصاص.
{وإذا البحار سجرت} أُوقدت فصارت ناراً ويقال: تقذف الكواكب فيها ثم تضطرم فتصير ناراً.
{وإذا النفوس زوجت} قُرِن كلُّ أحدٍ بمَنْ يعمل عمله، فأُلحق الفاجر بالفاجر والصَّالح بالصَّالح، وقيل: قُرنت الأجساد بالأرواح.


{وإذا المَوْءُوْدَةُ} وهي الجارية تدفن حيَّةً. {سئلت}.
{بأيِّ ذنب قتلت} وسؤالها سؤال توبيخ لوائدها؛ لأنها تقول: قتلت بغير ذنبٍ، وهذا كقوله تعالى لعيسى عليه السَّلام: {أَأَنتَ قلتَ للنَّاسِ...} الآية.
{وإذا الصحف نشرت} كُتُب الأعمال.
{وإذا السماء كشطت} قُلعت كما يكشط الغطاء عن الشَّيء.
{وإذا الجحيم سعِّرت} أُوقدت.
{وإذا الجنة أزلفت} قرِّبت لأهلها حتى يروها.
{علمت نفس ما أحضرت} أي: إذا كانت هذه الأشياء التي تكون في القيامة علمت في ذلك الوقت كلُّ نفسٍ ما أحضرت من عملٍ.
{فلا أقسم} {لا} زائدة. {بالخنس} وهي النُّجوم الخمس تخنس، أَيْ: ترجع في مجراها وراءها، وتكنس: تدخل في كناسها، أَيْ: تغيب في المواضع التي تغيب فيها، فهي الكنَّس، جمع كانسٍ.
{والليل إذا عسعس} أقبل بظلامه، وقيل: أدبر.
{والصبح إذا تنفس} امتدَّ حتى يصير نهاراً بيِّناً.
{إنه لقول رسول كريم} أي: القرآن لتنزيلُ جبريلٍ.
{ذي قوة} من صفة جبريل {عند ذي العرش مكين} ذي مكانةٍ ومنزلةٍ.


{مطاع ثمَّ} تطيعه الملائكة في السَّماء {أَمين} على الوحي.
{وما صاحبكم} محمد صلى الله عليه وسلم {بمجنون} كما زعمتم.
{ولقد رآه} رأى جبريل عليه السَّلام في صورته {بالأفق المبين} وهو الأفق الأعلى من ناحية المشرق.
{وما هو} يعني محمداً صلى الله عليه وسلم {على الغيب} أي: على الوحي وخبر السَّماء {بظنين} بمتَّهم، أَيْ: هو الثِّقة بما يؤدِّيه عن الله تعالى.
{وما هو} يعني: القرآن {بقول شيطان رجيم}.
{فأين تذهبون} فأيَّ طريقٍ تسلكون أبينَ من هذه الطَّريقة التي قد بُيِّنت لكم؟
{إن هو إلاَّ ذكر} ليس القرآن إلاَّ عظةٌ {للعالمين}.
{لمن شاء منكم أن يستقيم} يتبع الحقَّ ويعمل به، ثمَّ أعلمهم أنَّهم لا يقدرون على ذلك إلاَّ بمشيئة الله تعالى، فقال: {وما تشاؤون إلاَّ أن يشاء الله رب العالمين}.